مفهوم الايمان واركانه واثاره ومقتطفات من ايمان الصحابة 496399

مفهوم الإيمان
السؤال : ما هو مفهوم الإيمان وأركانه بصورة مختصرة؟
الجواب :
الإيمان له مفهومان :
مفهوم لغوي ، وهو الإقرار بالشيء والتصديق به
مفهوم شرعي ، وهو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان
فلا يكفي في الشرع أن يقر الإنسان بما يجب الإيمان به حتى يكون قابلاً ومذعناً
فمثلاً : لو أقر الإنسان بأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعرف أنه رسول الله ، لكن لم يقبل ما جاء به ، فإنه ليس بمؤمن
ولهذا يوجد من المشركين من اعترفوا ، وأقروا للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، لكنهم لم ينقادوا له ولم يذعنوا ، بل بقوا على دين قومهم
فلم ينفعهم هذا الإقرار المجرد عن القبول والإذعان ، فالإيمان في الشرع أخص من الإيمان في اللغة ،
وقد يكون الإيمان في الشرع أعم من الإيمان في اللغة
فالصلاة مثلاً من الإيمان شرعاً ، كما قال الله تعالى : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)(البقرة: 143) أي صلاتكم إلى بيت المقدس
لكنها في اللغة لا تسمى إيماناً ، لأنها عمل ظاهر ، والإيمان في اللغة من الأمور الباطنة
إذن فإذا أردنا أن نعرف الإيمان الشرعي نقول فيه : هو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان ، فإن لم يكن مستلزماً لذلك فليس بإيمان شرعاً
والأركان التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام ستة كما هي معلومة ، قال عليه الصلاة والسلام في جوابه لجبريل
"الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره"(7)، ونتكلم على هذه الأركان الستة لأهميتها
أما الإيمان بالله : فإنه يتضمن أربعة أمور : الإيمان بوجوده ، والإيمان بربويته ، والإيمان بألوهيته ، والإيمان بأسمائه وصفاته
الإيمان بالملائكة الملائكة جمع ملك من الالوكة وهي الرسالة
الإيمان بالكتب وهي الكتب التي انزلها الله تعالى على رسله قال تعالى ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان )
صدق الله العظيم
كما انه لابد من معرفة الكتب التي نزلة وهي / القران - صحف - إبراهيم - التوراة – الإنجيل –الزبور – صحف موسى
الإيمان بالرسل وينقسمون إلى قسمين
رسل من البشر قولة تعالى ( انه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر ) والمراد بالقول هو محمد صلى الله علية وسلم
ورسل من الملائكة قولة تعالى (أنه لقول رسول كريم *ذي قوة عند ذي العرش مكين ).
الإيمان باليوم الآخر لذلك لابد من أننا نؤمن بأن الناس يبعثون يوم القيامة ويجازون بما فعلو في الدنيا
كما أننا نومن بعلامات الساعة ومنها الصغرى والكبرى وهي واردة في أحاديث كثيرة .
الإيمان بالقضاء والقدر ومعناه بأنك تؤمن بأن الله قد قدر كل شي يكون إلى يوم القيامة عن علم
قال تعالى ( وكان الله بكل شيء عليما )
ايمان الصحابة
يقول صلى الله عليه وسلم عن سيدنا أبى بكر الصديق عليه رضوان الله إن إيمانه لو وزن بإيمان العالمين لرجح ميزانه كما رواه البيهقى
ويقول صلى الله عليه وسلم " مافضل أبو بكر الناس بفضل صيام ولا بكثرة صلاة ولكن بشىء وقر فى قلبه " .كما رواه الترمذى فى النوادر
ويقول عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه إنه من المحدثين ، أى المحدثين من قبل الملائكه .. ويقول له " الشيطان يخاف منك ياعمر "
ويقول عنه أنه ماسلك ابي الخطاب فجاً إلا سلك الشيطان فجاً آخراً
ويقول عن سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه إن الملائكه لتستحى منه
ويقول لسيدنا على بن أبى طالب " أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى "
ويقول عن الزبير بن العوام " إن لكل نبى حوارى ، وإن حوارى الزبير بن العوام "
ويقول لبلال بن رباح " سمعت دفَّ نعليك فى الجنة ".
ويقول عن خالد بن الوليد "سيف من سيوف الله مسلول "
ويقول عن سيدنا سعد بن معاذ " اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ "
ويقول لسيدنا أبى عبيدة بن الجرا ح إنه أمين هذه الأمه
ويقول عن سيدنا الحسن بن على " ابنى هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين "
ويقول " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ، فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله "
ويقول " لاتسبوا أصحابى من بعدى فإن أحدكم لو انفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
وذكر البخارى الكثير من هذه الأحاديث وغيرها عن الصحابة
ومن الصحابة من كانت الملائكه تستمع لتلاوته للقرآن .. ومنهم من كانت تسلم عليه الملائكه .. ومنهم من كان مستجاب الدعوة
. ومنهم من كان يعلم النفاق والمنافقين .. ، وفى كل منهم قوة خاصة وميزة له ..
والحقيقة هى التى ذكرها الله تعالى فى كتابه وهى : ( وَرَبُّكَ يَخلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَختَارُ ... ) (القصص -68 ) ، فالخيرة من الله تعالى
فهو الذى يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس .. وهو الذى اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين
وهو الذى اصطفى مريم وطهرها واصطفاها على نساء العالمين
فالخيرة من الله تعالى والإعداد والتربية والإيمان والأدب والخلق هى هبات من رب العالمين
ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم " أدبنى ربى فأحسن تأديبى "
فإذا كان الله تعالى قد اختار محمداً صلى الله عليه وسلم من خيرة الأنبياء وجعله سيد الأولين والآخرين وسيد ولد آدم اجمعين
فبالله عليك ماذا تنتظر أن يكون صحبه الكرام وكيف يكون رفقاء جهاده فى سبيل الله
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول عنهم أنهم خير القرون
كتاب قواعد الايمان (باب الايمان )
لسيدى الدكتور عبد الله /صلاح الدين القوصى
علامات التي تدل على قوة الايمان
1- تقديم ما يحبه الله ورسوله على ما تحبه نفسه وهواه
2- بذل النفس والمال والغالي والرخيص من أجل الله تعالى
3- حب من يحب الله ورسوله، وعداوة من يبغض الله ورسوله ويكفر بهما
4- الرضا بالقضاء والقدر وعدم وجود الضيق أو الحرج عند نزول البلا
5- المسارعة والمسابقة إلى فعل الخيرات والكف عن المعاصي والمنكرات
6- الطمأنينة والانشراح عند ذكر الله تعالى، قال الله تعالى:الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ

اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]
وقال تعالى:إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
*الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ*أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ
وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال،2-4]
7- اليقين في الله والاعتصام به،


قال الله تعالى:إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15]
8- السرور بفعل الطاعة والضيق عند فعل المعصية
قال صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن. رواه الترمذي وأحمد والحاكم
والله أعلم.