البيئة الحيوية في البحيرات.

عالم البحيرات محدود جداً، ويحتوي على بعض النباتات المختلفة أشكالاً وأحجاماً، التي تنمو تحت سطح الماء وبعض هذه النبات يظل ملتصقًا بالقاع، وبعضها يطفو قريبًا من سطح الماء. ومن هذه النباتات تتغذى الحيوانات الصغيرة والحشرات كالحلزون والأسماك وغيرها، كما تجد الدواجن السابحة مثل الإوز والبط وغيرها متعة كبيرة في السباحة في مياه البحيرات. وأما الحيوانات البرية فلها أيضًا نصيبها من خيرات البحيرات حيث الماء للشرب والغذاء من الأسماك والطير والنبات. أهمية البحيرات البحيرات الجليدية تتكون عندما تحفر الأنهار الجليدية فجوات على سطح الأرض. وتوضح الصورة بحيرات جليدية بالقرب من مدينة بيرجين في النرويج. المناخ. إن وجود البحيرات في المنطقة ذو أهمية كبرى، إذ أن لها تأثيراً على حياة السكان من حيث أحوال الطقس؛ ففي الصيف تكون المنطقة المحاطة بالبحيرات أقل حرارة من المناطق الأخرى بسبب النسيم البارد الذي يجري فوق الماء. كما تحتفظ البحيرات بشيء من الدفء من فصل الصيف إلى فصل الشتاء، فيبقى الجو معتدلاً. في فصل الخريف تهب الرياح الباردة على سطح البحيرات، مما يساعد على نمو بعض النباتات. وفي أمريكا الشمالية يكون تأثير البحيرات العظمى ملموساً على خط الحدود بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تهب رياح دافئة من بحيرة أونتاريو، مما يجعل فصل النمو أطول بكثير، بالنسبة لبعض الحبوب كالذرة الشامية، وبعض الفواكه التي تنتج تحت المناخ المعتدل، قبل موسم الحصاد. وكذلك فإن لبحيرة ميتشيجان الكبيرة تأثيرًا على المحصولات في الضفة الشرقية. وتهب الرياح الباردة في فصل الربيع، حيث يتأخر تلقيح الأشجار المثمرة إلى ما بعد مرور فترة التجمد، بينما تجعل الرياح الدافئة في فصل الخريف الفواكه جاهزة للقطف، قبل حلول وقت تجمد آخر. طريق المواصلات والتبادل التجاري. كان المكتشفون الأوائل في أمريكا الشمالية يستفيدون من البحيرات والأودية المرتبطة بها على أنها طرق للمواصلات؛ فكانوا يجدفون زوارق الكنو من أعلى وادي سانت لورنس إلى البحيرات العظمى. ثم اختفت الزوارق وحلت محلها سفن الشحن وزوارق السحب والناقلات البخارية التي تعبر البحيرات العظمى محملة بالمواد الأولية نحو المدن الصناعية، ومن هذه المواد: الفحم الحجري والحديد وكذلك الحبوب. الري. تُعد البحيرات موردًا مهمًا لمياه الري إذ تنفذ المياه إلى المزارع بوساطة الخنادق والقنوات، كما تضخ المياه إلى المرشات في نظام سلسلة الأنابيب على سطوح المباني الشاهقة، كما أقيمت سدود ضخمة على مجرى الأودية في المناطق الجافة على شكل خزانات للماء المعد لعمليات الري. وقد بنى المصريون السد العالي على نهر النيل لتخزين المياه للري وأغراض أخرى. وأما السدود المقامة على نهر السند في باكستان فتساهم في ري 14,8 مليون هكتار من التربة القاحلة، وأصبحت هذه الأقاليم المروية التي يقع أغلبها في باكستان تمد الملايين بالغذاء. الإمدادات المائية. منذ أن أصبح الناس يفضلون الحياة في المدن والحواضر الكبرى، تفاقمت مشكلة الإمدادات المائية، ففي بداية الأمر كانت البحيرات هي المورد الوحيد لسد هذا الجانب، بصفتها خزانات طبيعية. أما اليوم فقد تقادم عهد البحيرات، وتجاوزه الناس إلى خزانات عملاقة صناعية، تزودهم بالماء الكافي الذي يحتاجونه. وغالبًا ماتكون هذه الخزانات على مسافة بعيدة من المدن والحواضر، كما هو الحال بالنسبة لأستراليا، حيث يوجد برج الماء الذي يمد بيرث بالماء، على مسافة 80كم من هذه المدينة. الاستجمام. يقصد الناس البحيرات من أجل الراحة والاستجمام وممارسة بعض الأنشطة الرياضية، كصيد الأسماك وركوب الزوارق والسباحة والتزلج على الماء والجليد. لذلك أصبحت مرافق الاستجمام حول البحيرات، صناعة ذات أهمية كبيرة لكثير من الأقطار