قصة حزينة اعجبتني جدا لأم عانت الكثير
^
^

هاهو شهري التاسع من الحمل
أشتريت أجمل الملابس لطفلتي وضيفتي الصغيره
حلم آمال الامومه من جنباتي قد ارتسم
وحجري المشتاق التواق لضم طفل قد ابتسم
ياترى هل يعقل بأن بطني الآن تضم في احشائها جسد طفل ..؟؟
هل اخيرا تحقق مناي بعد أربع أعوام نخر الهم بها العظم ..؟؟



لازلت أذكر ملامح تلك الممرضه وهي تخبرني بكل برووود بأجابية نتائج الحمل
خطفت منها الورقه
وهرعت الى الطبيب ليؤكد لي مالم يصدقه سمعي
قلي أيها الطبيب
هل فعلا حقق الله حلمي..؟؟
هل أضائت السماء درب انتظاري ..؟؟
هل بعد تلك العقاقير ولهفة أربع سنون أجني بها ثماري ..؟؟

أتذكر أيها الطبيب
عندما كنت أتأوه امامك عجزاً
وكنت تغدق عليّ بالامال وتلهمني الصبر والسلوان المبين
فأطأطأ الرأس حينهااستسلاما للقضاء والقلب تزهقه ألهبة السنين
ايها الطبيب
اسمعني نبض طفلي
لتزقزق حولي الاطيار
ويطفيء شيئا من لهيب تلك الاشواق
اتسمع ايها الطبيب
ان طفلي يعلن وجوده و يتلو قوله تعالى( والله خير الوارثين )



يارب الهمني ذرية صالحه
تقر بها عيني
ويتحقق بها املي
يارب لقد كان طريق الانتظار طويلا
فأركبني بنعمائك لاصل الى مرادي
وأهنيء بقرب مولود بعد طول انتظاري



هاهي الايام تمر بطيئه
وحركات طفلتي تتوقف فجأه
ربما لانني متعبه
لاااا ... لااااا ....
انها لم تتحرك منذ ايام
زاد قلقي وخوفي عليها
هرعت الى المستشفى
فكانت هناك نهاية احلامي
الطفلة متوفاة في بطني منذ ايام
ماتت صغيرتي قبل أن ترى نور الحياة
ماتت حلوتي قبل أن أضمها
قبل أن ارى ابتسامتها

وهاهي لحظة الولادة تجيء
يومين قضيتها وانا اعاني على سرير المرض
طلقات كالحمم البركانيه
وصرخاتي تهز أركان الغرفه
وتمت الولاده
وتنطفء صرخاتي
ولكن لم أسمع صرخات تتمنى كل ام عانت تسعة اشهر ان تسمعها
صرخات طفلها يعلن قدومه للحياة
هدوء وسكينة حال المكان
ودموعي لم تتوقف لحظة واحده



اتى بها الطبيب ووضعها بين احضاني لأودعها
نظرت اليها بدموع وحسرة وضيق تنفس
وأجهشت بالبكاء اكثر
على شفيعتي وغاليتي
أمسكت بيدها وتمنيت لو تقبض على اصبعي براحة يدها واصابعها الصغيره
شممتها وقبلتها للمرة الاولى والاخيره
قطع علي الطبيب خلوتي
تناولها يريد ان يأخذها مني
امسكتها بقوه
شممتها مرة اخرى
قبلت جبينها وانا ابكي بصوت عالي



لف الطبيب ابنتي مع قلبي وأخذها الى المغسله
غسلت وألبست الكفن من الثياب
حملت بعدها بسلة نومها المزركشة الاطراف
والمبهرجة الأوان
ألوان تصيح بالطفولة والحياة
ولكن بداخلها جسد بلا روح ولا حياة
أنزلت بعدها من سلة نومها الى حفرة بالأرض مظلمه
يعلوها التراب
ومن زركشة الأطراف الى لحد القبر
وبعد الصلاة ودعها والدها بالدموع والاحزان
ولكن الامل سيبقى دائما موجود
ويسبقه الايمان القوي بقضاء الله وقدره
وصدق الله العظيم بقوله ( وعسى ان تكرهو شيئا وهو خير لكم )



وها أنا أرقد الان بفراشي وحيدة بعد الولاده
وربما تمر الايام والسنين أرسم ابتسامة على شفاتي
ولكن سيظل قلب الام جريح لاينسى ابدا فلذة كبد له تحت التراب
والان كأنني اسمع صوتها وهي تخفف من معاناتي وتمسح فيض عبراتي وهي تقول ....



ودعتك ياأمي يارمز الحنان
ودعتك ياأمي وشكراً على مؤاك الدافيء
ودعتك ياأمي ولكن قبل أن ارى نور عيناكِ
كفكفي دموعِك أماه فاأنا الشفيعة لكِ
ودعي الحزن أماه فاأنا الأمل لكِ
ابتسمي أماه أبتسمي ولكن لاتنسيني
لاتنسي طفلة لم ترى نور الحياة
ولا تنسي ابداً أنني في الجنان أعيش في كنف الاله

ماما الحبيبه ...
كلمه لم يلفظ بها لساني الصغير
ولكن أملي أن أجمع بكِ في الجنان
لأرتمي بأحضانك فتاة يافعة ابنة الثلاثة والثلاثون ربيعاً
عاشت روحي خلالها في جنات النعيم
وتذكري دائما ان لك ابنة شفيعة تعيش في الجنان
اصبري يا امي اصبري
فاطريق لابد له من نهاية
والحزن والهم لابد ان يأتي بعده الفرج والفرح
وداعاً أمي
والى لقاء ان شاء الله في جنات النعيم