منتخب المكسيك الجديد
لا شك أن المنتخب المكسيكي الذي سيشارك في كأس العالم جنوب أفريقيا FIFA 2010 سيكون من أصغر المنتخبات سناً في البطولة. وكما يبدو من عروضه في التصفيات والمباريات الودية التي خاضها مؤخراً، فإن الفريق الذي يدربه خافيير أجيري قد يستهل مسيرته أمام منتخب جنوب أفريقيا بتشكيل يضم 7 لاعبين تقل أعمارهم عن 25 سنة.
ولا تهم الأعمار بقدر ما تهم المواهب. فالكل يتحدثون عن جييرمو أوتشوا وأندريس جواردادو وجيوفاني دوس سانتوس وكارلوس فيلا، الذين لم يتجاوز أي منهم الخامسة والعشرين من العمر ويبدو أنهم سيخوضون تحدياً أكبر كثيراً من سنهم. ولكن الأمر لا يقتصر على هؤلاء، فهناك لاعبون صغار آخرون أقل شهرة وإن كانت قدراتهم لا تقل عنهم في شيء. ولا شك في أن أسماء هيكتور مورينو وإفراين خواريز وبابلو باريرا وخافيير هيرنانديز ستبقى في ذاكرة الجماهير بعد انتهاء العرس العالمي.
الشباب والخبرة
يأتي أندريس جواردادو على رأس هذا الجيل الجديد. وقد وطّد هذا الجناح الذي يلعب ضمن صفوف ديبورتيفو لا كورونيا مكانته كواحد من أفضل اللاعبين الأجانب في الدوري الأسباني. ومنذ أربع سنوات خاض تجربة مماثلة لتلك التي سيخوضها الكثير من زملائه في شهر يونيو/حزيران المقبل، حيث وصل إلى كأس العالم FIFA في وقت كان فيه لاعباً مغموراً لا يعرفه أحد، ولكنه كان متعطشاً لإحراز النصر.
وهو يتذكر تلك الأوقات قائلاً: "كنت في التاسعة عشرة من العمر، وكنت أعتقد أنني سأظل جالساً على مقعد البدلاء، ولكن ريكاردو لافولبي وثق بي وجعلني ألعب أمام الأرجنتين. وأعتقد أنني لم أخيب ظنه، وكانت الخبرة التي اكتسبتها من تلك التجربة ذات أهمية كبيرة في مسيرتي. في تلك البطولة حاولت أن أتعلم كل ما يمكن من اللاعبين المشاركين فيها وقد جعلتني المشاركة مع تلك المجموعة أنضج كثيراً كلاعب."
وهكذا صار جواردادو بمثابة حلقة وصل بين اللاعبين الخبراء ومجموعة الشباب الصاعدين. وهو بهذا أصبح قادراً على تحليل الإختلافات بين فريق وآخر، مثل منتخب المكسيك الذي شارك في بطولة ألمانيا 2006 ومنتخبها الحالي، اللذين يقول عنهما: "أرى أن كلاً منهما يتمتع بمواهب جمة. ومع ذلك، فقبل ألمانيا 2006 كنا قد قضينا فترة 4 سنوات في العمل مع ريكاردو لافولبي، أما الآن فلدينا الكثير من المشكلات ورغم أننا حققنا نتائج جيدة، فلن تكون فترة عام واحد كافية للوصول إلى أفضل مستوى."
ومع ذلك فإن أندريس متفائل لأن منتخب المكسيك الجديد يتمتع الآن بمواهب غير مسبوقة. فهو يؤكد بكل ثقة: "لا يتعلق الأمر بالشباب فقط. إن ما يتميز به هذا الجيل المكسيكي هو أن كثيراً من لاعبيه خرجوا إلى أوروبا، وهو ما لم يحدث في الماضي. فمن هذه الناحية أصبحنا متساوين تقريباً مع معظم الفرق الكبيرة."
التلميذ والأستاذ
ويعتبر إفراين خواريز أحد الجواهر الدفينة في هذا المنتخب. فبعد أن فاز بكأس العالم تحت 17 سنة بيرو 2005 FIFA، مع كل من فيلا ودوس سانتوس ومورينو، حجز لاعب نادي بوماس لنفسه مكاناً أساسياً في فريق خافيير أجيري. وبكل الحماس الذي تجيش به سنوات عمره العشرون قام هذا الجناح الأيسر بتحليل المنتخب المكسيكي لموقع FIFA.com: "يوجد الكثير من الشباب ولكن يوجد أيضاً أشخاص يتمتعون بالخبرة والكثير من المهارة. إن هذا يجعلنا فريقاً كبيراً ويمكننا من دخول البطولة مستعدين ومتكاتفين."
وقد كان لقب بيرو 2005 في غاية الأهمية بالنسبة لخواريز، لأنه كان من أسباب التفات المكسيك للأجيال الصاعدة ولأنه سيجعل اللاعبين يفهمون أنهم قادرون على مواجهة أي فريق. وهو يعلق على ذلك بقوله: "بالطبع تكون المشاركة في إحدى بطولات كأس العالم للشباب أمراً مهماً والأهم من ذلك هو الفوز بها. لقد هزمنا هولندا والبرازيل، وكلاهما من أقوى فرق العالم في هذه الفئة، وهذا يبدد الخوف من المنافسة ويجعل اللاعبين يركزون على الفوز، في أي فئة كانت."
وختاماً، يتأمل خافيير أجيري نفسه في فريقه فيوضح قائلاً: "إنهم صغار، ولكني لا أنظر إلى شهادات ميلاد اللاعبين. لدينا جيل ممتاز، فاز بكأس العالم تحت 17 سنة، وليس من المعقول أن نحرمهم من الفرصة، لاسيما وهم يتمتعون بكل هذه المواهب. ومن ناحية أخرى، لدينا مجموعة من اللاعبين ذوي الخبرة الدولية الذين خاضوا مباريات في كأس العالم والقادرين على توجيه من تنقصهم الخبرة. إنني لا أشعر بالقلق، فأنا على العكس أحكم بالقدرات، لا بالعمر."
وأمام هذه الحكمة، لا ريب أن شباب المكسيك سيقدرون ثقة المدرب بهم وسيفعلون كل ما في وسعهم للتعبير عن امتنانهم وإثبات جدارتهم في جنوب أفريقيا 2010.