أخيرا تخلص المنتخب الإسباني من لقب الفريق الذي لا تتفق عروضه مع نتائجه ، وحصد لقب بطولة الأمم الأوروبية عام 2008 في النمسا وسويسرا بالفوز على ألمانيا ليكون ثاني ألقاب الفريق بعد آخر لا يتذكره أحد يعود إلى عام 1964.
والآن بات الماتادور على موعد مع كسر نحسه أيضا في كأس العالم التي لا يتذكر له الكثيرون أنه استطاع فيها تحقيق المركز الرابع في مرة يتيمة وبعيدة تعود إلى عام 1950 ، ومنذ ذلك الحين ومتابعو الساحرة المستديرة يتساءلون متى يتأهل الفريق إلى قبل النهائي.
وخلال 11 مشاركة سابقة ، خرج الفريق الإسباني من الدور الأول لكأس العالم ، كانت أقساها هي آخرها عام 1998 ، قبل أن يقترب الفريق كثيرا في 2002 في كوريا واليابان ، حيث سقط في سقف طموحاته أمام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح التي أعقبت تعادلا سلبيا رغم أنه أحرز هدفا صحيحا دون أن يعرف من يتحمل مسئولية إلغائه الحكم المصري جمال الغندور أم مساعده التريندادي مايكل راجوناز.
وفي 2006 جدد الفريق الدماء ، وتحدث الجميع عن تألقه بعد أن تصدر مجموعته بثلاثة انتصارات ، وعن مباراة النهائي المبكر في دور الثمانية أمام البرازيل ، فجاءت فرنسا وأطاحت بالاثنين حتى وصلت إلى المباراة النهائية.
ويعد نيل اللقب الأوروبي قبل عامين ، لم يتأثر منتخب إسبانيا برحيل المدير الفني لويس أراجونيس الملقب بالحكيم ، حيث جاء بعده بيسنتي ديل بوسكي الذي سبق له قيادة ريال مدريد بنجاح نحو لقب دوري أبطال أوروبا.
وحافظ ديل بوسكي على خط سلفه ، حتى أن منتقديه يرون أنه لم يضف للفريق شيئا، ولم ينل الفريق معه سوى خسارة وحيدة ، لكنها قاسية أمام المنتخب الأمريكي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس القارات بجنوب أفريقيا الموسم الماضي ، ليفشل ثاني مشروعات مواجهة كبرى بين منتخبي السامبا والماتادور.
لكن الفريق تخطى التصفيات بالفوز في جميع مبارياته ، بعد أن تميز ياستقرار تشكيلته إلى حد بعيد ، حيث يهيمن العملاق والقائد إيكر كاسياس على حراسة المرمى وسط منافسة شرسة من بيبي رينا لاعب ليفربول الإنجليزي ، فيما استجاب المدير الفني مؤقتا للأصوات المنادية بضم فيكتور فالديس للقائمة النهائية في ظل تألقه الواضح مع برشلونة ، وضمه للقائمة المبدئية.
وفي الدفاع ، هناك المخضرم كارليس بويول قائد برشلونة وزميله جيرارد بيكي ، وثلاثي ريال مدريد ألفارو أربيلوا وسرخيو راموس وراؤول ألبيول ، وجوان كابديفيا وكارلوس مارتشينا لاعبي فياريال وفالنسيا على الترتيب.
وحتى في حالة عدم تمكن سيسك فابريجاس قائد أرسنال الإنجليزي أو أندرياس إنيستا نجم برشلونة من التعافي من إصابتيهما قبل انطلاق البطولة ، فإن الفريق لن يعاني في خط الوسط في وجود محركه المتألق تشافي هرنانديز صانع تمريرات ليونيل ميسي السحرية في برشلونة ، وثنائي فالنسيا المتألق خوان ماتا وديفيد سيلفا وجناح إشبيلية خيسوس نافاس ، فضلا عن تشابي ألونسو لاعب الريال في مركز الوسط المدافع.
وفي الهجوم يثبت الأساسيان الدائمان فرناندو توريس وديفيد فيا هدافي ليفربول وفالنسيا ، ويتغير بدلاؤهما وإن كان الأقرب هم ألفارو نيجريدو لاعب إشبيلية وفرناندو يورينتي لاعب أثلتيك بلباو وداني جويثا لاعب فناربخشة التركي.
ومع قرب انطلاق البطولة، لا تتساءل جماهير الكرة سواء في أسبانيا أو خارجها إلا عما يستطيع الفريق فعله وهو يواجه للمرة الأول ضغوط كونه أحد المرشحين ، إن لم يكن أقربهم ، للقب ، لكنه على الأقل مرشح لصدارة المجموعة الثامنة التي تضم أيضا تشيلي وسويسرا وهندوراس ، قبل أن يضرب موعدا عسيرا في دور الثمانية أمام منافسه المباشر على البطولة البرازيل أو جاره اللدود البرتغال ، أو مفاجأة تحمل اسم كوت ديفوار أو كوريا الشمالية.