ظهرت دورة فرنسا الدولية للدراجات إلى الوجود في بداية القرن الماضي، كان ذلك تحديداً في مساء الأول من يونيو عام 1903 وكجل البطولات والدورات الرياضية الكبرى في العالم ولدت فكرة دورة فرنسا بين أوراق إحدى الصحف الرياضية، جريدة (Leto)، والطريف أن الصحيفة ستبقى حاضرة ما عاشت الدورة ودارت العجلة على طرق فرنسا المعبدة، فلون القميص مثلاً الذي يحمله الفائز بالترتيب العام لم يأت في الحقيقة من أصفر الورق الذي كانت تطبع به الجريدة آنذاك، بعيداً عن التاريخ الذي يأبى في الحقيقة أن يغيب لأكثر من بعض الأسطر.
المبدأ في دورة فرنسا للدراجات هو أنها بطولة دولية تجوب سنوياً أطراف فرنسا الأربعة وفق سباقات مراحل تربط بيوم واحد بين مدينتين أو قريتين أو في بعض الأحيان بين نقطتين بعينهما ومنذ عام 1984 تجاوز السباق حدود فرنسا ليمر أو لينطلق من بلدان مجاورة، وتفتح الدورة عامة بسباق يجري على مسار مغلق يسمى بالفرنسية (خولوت)، كما وتتضمن سباقين أو أكثر ضد الساعة للدراجين أو للفرق، والدورة بهذا الشكل تسمى سباقاً كلاسيكياً، كما يعرفها قاموس رياضة الدراجات.
عجلة الدراجة في بطولة فرنسا دارت منذ مطلع القرن العشرين وحتى يومنا هذا بانتظام ولم تعرف لها توقفاً إلا بين الحربين العالميتين لكن ليس الانتظام السنوي وحده من خلق سر شهرة دورة فرنسا الأسطورية، فإلى هذا اليوم هي أطول سباقات الدراجات في العالم على الإطلاق لا يعادلها في ذلك (الجيرو) الإيطالي ولا (لافونتا) الأسبانية، فالتاريخ الذي لا نعرف عدد عجلاته ولا متى ستتوقف عن الدوران يروي لنا أن أول دورة عام 1903 قطع الدراجون ستون أو على الأصح من تبقى منهم حينها قطعوا فيها 2428 كيلو مترا، وزادت هذه المسافة تمدداً حتى بلغت أقصاها عام 1926م حين وصلت إلى أكثر من 5700 كيلو مترا أما الأسطورة التي ارتقت إليها دورة فرنسا حقاً، فقد خطها أعظم الدراجين بعجلاتهم على أسفلت الطرقات فبدءًا من الفرنسي (موريس جافا) أول الفائزين بالدورة وصولاً إلى آخرهم الأميركي (لانس أرمسترونج) لمس القميص الأصفر أجساد عمالقة الدراجة عبر التاريخ مثل الفرنسي (جاك ) في الستينيات، ومن بعده البلجيكي (إيدي ماكس) قبل أن يعود فرنسياً مع نهاية العقد السابع مع (برنا جيلوى) إلى أن تأتي بداية التسعينيات بملك الدراجة على الدوام الأسباني (ميجيل اندورين) .
ولأنك حين تتحدث عن أسطورة دورة فرنسا للدراجات تتأرجح بين كل ألوان الصورة بين الأمس وبين اليوم، فإنك ستجد نفسك بهذا مجبراً على أن يكون حديثك عن الأبطال ملوناً أيضاً، بحسب القمصان التي يرتدونها، ولو أننا أدركنا منذ فترة أن الأصفر صاحب أفضل توقيت في الترتيب العام هو ذهب الدورة فالبطل يبقى بطلاً في دورات فرنسا حتى حين يحمل أيضاً اللون الأخضر المميز لصاحب أفضل ترتيب في النقاط أي تلك التي يحصل عليها الدارج في كل مرحلة ، والبطل يبقى بطلاً حتى ولو تناثرت البقع الحمراء على قميصه الأبيض، رداء أفضل دراج ينجح في إختطاف أكبر عدد من النقاط في قمم المرتفعات والمراحل الجبلية، ولأن التاريخ حين يكتب الأسطورة لا يفرق في فصوله بين الأسود والملون فإنه سيحفظ لدورة فرنسا للدراجات أنها كانت هي الأخرى إحدى المسارح الأولى لفضائح المنشطات.
فضائح المنشطات بدأت منذ عام 1967م بوفاة الإنجليزي (توم سيمسون) على طريق الدورة، وأثبتت الفحوصات بعد أيام وجود مواد منشطة في دمه، ومن لا يذكر فضيحة فريق (كرستينا) بأكمله تقريباً أو تلك التي خطها القرصان كما يلقبونه في إيطاليا (ماركو بانتني) , ومن لم يطرح أكثر من تساؤل عن مدى نقاء دم (لانس أرمسترونج) وهو الذي كان يصارع الموت بسبب داء السرطان، ولكن برغم هذا وذاك تبقى دورة فرنسا ملكة سباقات الدراجات في العالم على الإطلاق , واخرهم كان فينكوروف الكازاخستانى من فريق استانا والذى اوقف عامين وعاد سباق هذا العام متالق مع فريقه استانا ايضا.
وتكون المرحلة الاخيرة هى محور اهتمام الفرنسين بالاضافة الى مراحل جبال الالب والبيرينيه لذلك كان لنا اهتمام بجلب بعض الصور من المرحلة الاخيرة لسباق عام 2010والتى بدات من لونجومو الى باريس لمسافة مائة واثنين ونصف كيلو متر .
والمعروف أن بطل السباق هذا العام كان الإسبانى ألبرتو كونتادور لثالث مرة خلال اربع سنوات.