رفع المدرب البرازيلي ليوناردو الراية البيضاء بعدما مني فريقه إنتر ميلان الايطالي حامل اللقب بهزيمة مذلة أمام ضيفه شالكه الألماني 2-5 أمس الثلاثاء في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
"قمنا بجهد كبير من اجل الوصول إلى هذه المرحلة وليس واقعياً أن نتوقع عودتنا بعد هذه النتيجة"، هذا ما قاله ليوناردو بعد خسارة مذلة الأمس على يد فريق يعاني الأمرين في الدوري المحلي لكنه لم يذق طعم الهزيمة في المسابقة الأوروبية الأم سوى مرة واحدة وكانت في الجولة الأولى من دور المجموعات على ارض ليون الفرنسي (صفر-1).
وهذه المرة الأولى التي تتلقى فيها شباك إنتر ميلان أكثر من ثلاثة أهداف في المسابقة الأوروبية الأم منذ خسارته أمام ارسنال الانكليزي 1-5 في الدور الأول لموسم 2003-2004 عندما ودّع حينها من الباب الصغير باحتلاله المركز الثالث في مجموعته الثانية خلف الفريق اللندني ولوكوموتيف موسكو الروسي.
وأضاف ليوناردو الذي شاهد فريقه يخسر أمام جاره اللدود ميلان المتصدر صفر-3 السبت في الدوري المحلي ما قلص من حظوظ "نيراتزوري" في الاحتفاظ بلقب البطولة المحلية أيضاً، "كان أسبوعاً صعباً للغاية. لم يكن هناك بداية أكثر مثالية من تلك التي حققناها. كنا نلعب بطريقة جيدة. لم نكن نتخيل أن الأمور ستنقلب رأساً على عقب كما حصل. إنها هزيمة ساحقة. دفعنا الثمن غالياً نتيجة بعض الأخطاء: سدد شالكه نحو المرمى سبع مرات وسجل 5 أهداف. هل كان الفريق يفتقد إلى التوازن المطلوب؟ كان هناك الكثير من العوامل - التعب، أحداث المباراة - عندما تخسر بهذه الطريقة فلا يكون الأمر محصوراً بعامل وحيد".
وأضاف ليوناردو "في الشوط الثاني وبعدما سنحت أمامنا العديد من الفرص، سجلوا هدفين ما وجه المباراة نحو مسار معين. كان هناك الكثير من الأخطاء التي حصلت. قدموا (لاعبو إنتر) مجهوداً كبيراً للوصول إلى هذه المرحلة: تقليص الفارق في الدوري...لكن للأسف لم تأت المرحلة المصيرية من الموسم في الوقت المناسب بالنسبة لنا. كان من الصعب التعامل مع بعض الأوضاع خلال المباراة. من الصعب تحليل مباراة من هذا النوع تكتيكياً".
ومن المؤكد أن إنتر ميلان عانى كثيراً من الناحية الدفاعية في ظل غياب البرازيلي لوسيو والأرجنتيني وولتر صامويل، كما أن الروماني كريستيان شيفو كلف فريقه غالياً مجدداً بعدما تسبب بطرده من اللقاء كما كانت حاله السبت الماضي أمام ميلان، ليصبح أول لاعب يطرد في مباراتين على التوالي منذ 2000 عندما حصل هذا الأمر مع زميله السابق في إنتر الفرنسي باتريك فييرا حين كان في صفوف ارسنال الانكليزي.
من المؤكد أن ما حصل أمس في "جوسيبي مياتزا" يعتبر من المفاجآت المدوية في تاريخ المسابقة الأوروبية الأم وكان بطلها الفريق الذي لم يتخط في تاريخه حاجز ربع النهائي حيث توقف مشواره في مناسبتين سابقاً خلال موسمي 1958-1959 و2007-2008 عندما خرج حينها على يد اتلتيكو مدريد وبرشلونة الاسبانيين على التوالي.
واعتقد الجميع أن إنتر ميلان في طريق لتحقيق فوز صريح على ضيفه الألماني بعدما افتتح التسجيل بعد 27 ثانية فقط عبر هدف رائع من الصربي ديان ستانكوفيتش، لكن فريق المدرب رالف رانغنيك الذي سجل عودة موفقة إلى ميلانو بعد أن خسر في زيارته السابقة مع الفريق ذاته لكن أمام قطب المدينة الآخر ميلان 2-3 في كانون الأول/ديسمبر 2005 في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، نجح مرتين في الشوط الأول بادراك التعادل قبل أن يضرب بقوة في الشوط الثاني بتسجيله ثلاثة أهداف، احدها هدية من مدافع إنتر اندريا رانوكيا.
ولن تكون مهمة إنتر ميلان سهلة على الإطلاق في تكرار سيناريو الدور الثاني عندما خسر أمام الفريق الألماني الآخر بايرن ميونيخ صفر-1 في ميلانو قبل أن يفوز إياباً في ميونيخ 3-2، ما يعني أن حلمه في أن يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه في دوري أبطال أوروبا أصبح في مهب الرياح ولن يتمكن على الأرجح من تحقيق ثأره من شالكه الذي حرمه من الفوز بلقب بطل كأس الاتحاد الأوروبي عام 1997 بالفوز عليه في المباراة النهائية بركلات الترجيح 4-1.
رانغنيك يشيد بفريقه
ولا يمكن لوم شيفو وحسب على هزيمة الامس لان فريقه كان متخلفاً 2-4 عندما طرد من المباراة، وهو الأمر الذي شدد عليه رانغنيك الذي اعتبر أن الفضل بهذا الفوز يعود إلى الذهنية الهجومية التي تمتع بها فريقه، مضيفاً "ماذا بإمكاني أن أقول؟ كانت مباراة رائعة لم يكن فيها أي شيء ممل على الإطلاق. كان بالإمكان أن تنتهي 10-5 أو 8-4. كانت مباراة رائعة للمشجعين".
وواصل رانغنيك الذي استلم الإشراف مؤخراً على الفريق خلفاً لفيليكس ماغاث "حاولنا منذ الدقيقة الأولى أن نلعب كرة هجومية. وبالطبع عندما تلعب بهذه الطريقة فأنت تمنح (الفريق الخصم) فرصة تهديد مرماك لكننا خلقنا بدورنا الكثير من الفرص".
وتحدث رانغنيك عن الهدف السريع الذي دخل شباك فريقه بتسديدة من منتصف الملعب، قائلاً "علمنا كيف نرد على هذا الهدف المبكر. بعد أن رأينا إنتر يتلقى هدفاً بعد 47 ثانية على انطلاق مباراة الدربي (السبت الماضي أمام ميلان)، لم أكن أتوقع أبدا أن تهتز شباكنا بهدف أسرع لكن الأهم إننا تمكنا من الرد".
وبدوره قال راؤول غونزاليز الذي عزز أمس رقمه القياسي من حيث عدد الأهداف المسجلة في المسابقة الأوروبية العريقة بعدما رفع رصيده إلى 70 هدفاً، أن شالكه اثبت انه الفريق الأفضل، مضيفا "إنها خطوة هامة، لكن شيئاً لم يحسم. إنتر هو البطل ولا يجب الاستهتار في مباراة الإياب. بالنسبة لنا، كانت ليلة الفرحة العارمة لأنه ليس بإمكان أي فريق أن يأتي إلى ملعب البطل ويسجل خمسة أهداف. بعد البداية الصعبة نجحنا في إثبات إننا كنا الأفضل".
موراتي يدافع عن ليوناردو
من جهته، أكد رئيس نادي إنتر ميلان ماسيمو موراتي دعمه لمدربه البرازيلي ليوناردو، على الرغم من هذه النتيجة القاسية.
وبدلاً من إقالة مدربه الشاب بعد خسارة شالكه والهزيمة الساحقة أمام جاره ميلان (صفر-3) في الدوري المحلي الأسبوع الماضي، اعتبر موراتي أن "سبب الخسارة يعود إلى التعب. فوجئت بحجم الخسارة لكن يمكنكم ملاحظة التعب يوم السبت (ضد ميلان)، ومن المستحيل أن تستعيد رشاقتك في يومين".
وتابع الرجل القوي في النادي الأسود والأزرق: "معنوياتنا منخفضة الآن لكن هذه الخسارة ستساعدنا على النهوض، مع ذلك رأيي بليوناردو لم يتغير... بالنسبة لي ولأني أدرك قسوة كرة القدم، سنستمر بالزخم عينه ونبحث عن النجاح مجدداً".