حكيم المحترف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

الربح من الانترنت - العاب الكمبيوتر- العاب الهاتف - برامج الحاسوب - برامج الجوال


descriptionولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون Emptyولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون

more_horiz
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون

سورة ابراهيم

من الاية 37 الى الاية 43

رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء (38) الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43)

فهذا هو الذي من أجله أسكنهم هناك , وهذا هو الذي من أجله يحتملون الجدب والحرمان .

فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم . .

وفي التعبير رقة ورفرفة , تصور القلوب رفافة مجنحة , وهي تهوي إلى ذلك البيت وأهله في ذلك الوادى الجديب .
إنه تعبير ندي يندي الجدب برقة القلوب . .

(وارزقهم من الثمرات). .

عن طريق تلك القلوب التي ترف عليهم من كل فج . . لماذا ? أليأكلوا ويطعموا ويستمتعوا ? نعم ! ولكن لينشأ عن ذلك ما يرجوه إبراهيم الشكور:

(لعلهم يشكرون). .

وهكذا يبرز السياق هدف السكنى بجوار البيت الحرام . . إنه إقامة الصلاة على أصولها كاملة لله . ويبرز هدف الدعاء برفرفة القلوب وهويها إلى أهل البيت ورزقهم من ثمرات الأرض . . إنه شكر الله المنعم الوهاب .

وفي ظل هذا الدعاء تبدو المفارقة واضحة في موقف قريش جيرة البيت المحرم . . فلا صلاة قائمة لله , ولا شكر بعد استجابة الدعاء , وهوي القلوب والثمرات !

ويعقب إبراهيم على دعاء الله لذريته الساكنة بجوار بيته المحرم لتقيم الصلاة وتشكر الله . . يعقب على الدعاء بتسجيله لعلم الله الذي يطلع على ما في قلوبهم من توجه وشكر ودعاء . فليس القصد هو المظاهرات والأدعية والتصدية والمكاء . . إنما هو توجه القلب إلى الله الذي يعلم السر والجهر ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء:

(ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن:وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء). .

ويذكر إبراهيم نعمة الله عليه من قبل ; فيلهج لسانه بالحمد والشكر شأن العبد الصالح يذكر فيشكر:

(الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق , إن ربي لسميع الدعاء). .

وهبة الذرية على الكبر أوقع في النفس . فالذرية امتداد . وما أجل الإنعام به عند شعور الفرد بقرب النهاية , وحاجته النفسية الفطرية إلى الامتداد . وإن إبراهيم ليحمد الله , ويطمع في رحمته:

(إن ربي لسميع الدعاء).

ويعقب على الشكر بدعاء الله أن يجعله مديما للشكر . الشكر بالعبادة والطاعة فيعلن بهذا تصميمه على العبادة وخوفه أن يعوقه عنها عائق , أو يصرفه عنها صارف , ويستعين الله على إنفاذ عزيمته وقبول دعائه:

(رب اجعلني مقيم الصلاة . ومن ذريتي . ربنا وتقبل دعاء). .

وفي ظل هذا الدعاء تبدو المفارقة مرة أخرى في موقف جيرة البيت من قريش . وهذا إبراهيم يجعل عون الله له على إقامة الصلاة رجاء يرجوه , ويدعو الله ليوفقه إليه . وهم ينأون عنها ويعرضون , ويكذبون الرسول الذي يذكرهم بما كان إبراهيم يدعو الله أن يعينه عليه هو وبنيه من بعده !

ويختم إبراهيم دعاءه الضارع الخاشع بطلب المغفرة له ولوالديه وللمؤمنين جميعا , يوم يقوم الحساب , فلا ينفع إنسانا إلا عمله ; ثم مغفرة الله في تقصيره:

(ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب). .

وينتهي المشهد الطويل:مشهد الدعاء الخاشع الضارع . ومشهد تعداد النعم والشكر عليها . . في إيقاع موسيقيمتموج رخي . . ينتهي بعد أن يخلع على الموقف كله ظلا وديعا لطيفا , تهفو القلوب معه إلى جوار الله , وتذكر القلوب فيه نعم الله . ويرتسم إبراهيم أبو الأنبياء نموذجا للعبد الصالح الذاكر الشاكر , كما ينبغي أن يكون عباد الله , الذين وجه الحديث إليهم قبيل هذا الدعاء . .

ولا يفوتنا أن نلمح تكرار إبراهيم - عليه السلام - في كل فقرة من فقرات دعائه الخاشع المنيب لكلمة:(ربنا)أو "رب" . فإن لهجان لسانه بذكر ربوبية الله له ولبنيه من بعده ذات مغزى . . إنه لا يذكر الله - سبحانه - بصفة الألوهية , إنما يذكره بصفة الربوبية . فالألوهية قلما كانت موضع جدال في معظم الجاهليات - وبخاصة في الجاهلية العربية - إنما الذي كان دائما موضع جدل هو قضية الربوبية . قضية الدينونة في واقع الحياة الأرضية . وهي القضية العملية الواقعية المؤثرة في حياة الإنسان . والتي هي مفرق الطريق بين الإسلام والجاهلية وبين التوحيد والشرك في عالم الواقع . . فإما أن يدين الناس لله فيكون ربهم وإما أن يدينوا لغير الله فيكون غيره ربهم . . وهذا هو مفرق الطريق بين التوحيد والشرك وبين الإسلام والجاهلية في واقع الحياة . والقرآن وهو يعرض على مشركي العرب دعاء أبيهم إبراهيم والتركيز فيه على قضية الربوبية كان يلفتهم إلى ما هم فيه من مخالفة واضحة لمدلول هذا الدعاء !

الدرس الرابع:42 - 45 مشهد ذل وخزي الظالمين يوم القيامة

ثم يكمل السياق الشوط مع (الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار). . وهم ما يزالون بعد في ظلمهم لم يأخذهم العذاب . والذين أمر الرسول [ ص ] أن يقول لهم: (تمتعوا فإن مصيركم إلى النار). . وأن ينصرف إلى عباد الله المؤمنين يأمرهم بالصلاة والإنفاق سرا وعلانية (من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال). .

يكمل السياق الشوط ليكشف عما أعد للكافرين بنعمة الله ; ومتى يلقون مصيرهم المحتوم ; وذلك في مشاهد متعاقبة من مشاهد القيامة , تزلزل الأقدام والقلوب:

(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون , إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار , مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم , وأفئدتهم هواء). .

والرسول [ ص ] لا يحسب الله غافلا عما يعمل الظالمون . ولكن ظاهر الأمر يبدو هكذا لبعض من يرون الظالمين يتمتعون , ويسمع بوعيد الله , ثم لا يراه واقعا بهم في هذه الحياة الدنيا . فهذه الصيغة تكشف عن الأجل المضروب لأخذهم الأخذة الأخيرة , التي لا إمهال بعدها . ولا فكاك منها . أخذهم في اليوم العصيب الذي تشخص فيه الأبصار من الفزع والهلع , فتظل مفتوحة مبهوتة مذهولة , مأخوذة بالهول لا تطرف ولا تتحرك . ثم يرسم مشهدا للقوم في زحمة الهول . . مشهدهم مسرعين لا يلوون على شيء , ولا يلتفتون إلى شيء . رافعين رؤوسهم لا عن إرادة ولكنها مشدودة لا يملكون لها حراكا . يمتد بصرهم إلى ما يشاهدون من الرعب فلا يطرف ولا يرتد إليهم . وقلوبهم من الفزع خاوية خالية لا تضم شيئا يعونه أو يحفظونه أو يتذكرونه , فهي هواء خواء . .

هذا هو اليوم الذي يؤخرهم الله إليه . حيث يقفون هذا الموقف , ويعانون هذا الرعب . الذي يرتسم من خلال المقاطع الأربعة مذهلا آخذا بهم كالطائر الصغير في مخالب الباشق الرعيب:

(إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم , لا يرتد إليهم طرفهم , وأفئدتهم هواء).

descriptionولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون Emptyرد: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون

more_horiz
جزاك الله خير يا شيخ

descriptionولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون Emptyرد: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون

more_horiz
بارك الله فيك اخي الغالي

descriptionولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون Emptyرد: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون

more_horiz
جزاكم الله خيرا
وأسكنكم جنات النعيم
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد