بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا كتاب الموت فى الإسلام .
ماهية الموت :
الموت عبارة عن خروج النفس التى يسميها الناس الروح من الجسد الإنسانى خروجا نهائيا فى الدنيا أى انفصال النفس عن الجسد انفصالا يؤدى لتوقف أجهزة الجسد عن العمل ،يدل على هذا قوله تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "وهذا المعنى هو المعنى الظاهر &e; لحواس البشر فى الدنيا وأما الخفى عن العيون والحواس فهو أن الموت عبارة عن انتقال نفس الإنسان من الحياة فى العالم الدنيوى إلى الحياة فى العالم البرزخى أى انتقال الإنسان من الحياة فى عالم الشهادة إلى الحياة فى عالم الغيب حيث الجنة والنار .
المزيد مثل هذا المقال :
العرض الدعوي السادس عشر: حديث القرآن عن الموت!!
سماحة الإسلام وأخلاق الإسلام
رسالة من الله حول الموت والحياة
غمرات الموت وسكرة الموت
الموروثات الشعبية في الموت لدي الواحاتيين
قصتي مع ملف العبارة السلام 98 عبارة الموت
هل من أركان الإسلام إهانة المرأة
حكمة الآخر في الإسلام
الموت فرحة أم حزن للميت ؟
يظن كثير من البشر أن الموت عند الميت حادث يتسبب فى حزنه وغمه والحق هو أن الموت يكون سبب فى حزن الميت إذا كان كافرا لأنه يتسبب – أى الموت – فى دخوله العذاب المهين وهذا العذاب يسبب الآلام والأحزان وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام " ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون "والموت يكون سبب فى فرح الميت إذا كان مسلما لأنه يتسبب –أى الموت – فى دخوله الجنة حيث الملذات والمتع الدائمة والدليل قوله تعالى بسورة الفجر "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى "فالله يرضى المسلم عند الموت بإدخاله فى زمرة عباده الذين فى الجنة والدليل قوله تعالى بسورة آل عمران "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ويستبشرون بنعمة من الله وفضل "لاحظ العبارات "فرحين بما أتاهم الله "و "يستبشرون "مرتين و"ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون "تجد أنها كلها تدل على أن الميت المسلم يكون فى حالة فرح .
الموت والأهل والأصحاب :
إذا كان الموت فرحة للميت المسلم فالواجب يحتم على الناس من الأهل والأصحاب أحد أمرين :
1-أن يفرح الناس لدخول الميت المسلم الجنة والدليل على ذلك أن الله طالبنا ألا نخاف عليهم لأنهم اتبعوا الهدى والخوف المرفوض هنا هو الذى يولد الحزن وما دام المطلوب هو عدم الخوف وهو الشجاعة التى تولد الفرح فعلينا أن نفرح عند موت أى مسلم وإذا كان الميت المسلم طبقا للنصوص لا يحزن عند الموت وهو فى الجنة فعلينا نحن أن نكون مثله لا نحزن على فراقه ونفرح وهذا أمر لا ينفذه سوى الشجعان وهم قلة .
2- الحزن المقبول وهو مشروط بالحزن القلبى والبكاء الصامت والحديث الطيب وما عدا هذا فهو حرام سواء لطم خدود أو شق ملابس أو دعاء من أدعية الكفر.
كراهية الموت :
إن كثير من البشر يكرهون الموت ويحبون الحياة والسبب فى الكراهية هو خوف هؤلاء البشر من دخول العذاب بسبب ما فعلوه فى حياتهم من ذنوب ولذا تجد هؤلاء يتمنون لو عاش أحدهم ألف سنة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر "ويخطىء الناس عندما يطلقون على الخوف على مصير الأهل والأصحاب إذا مات الإنسان اسم كراهية الموت فتأمين الأولاد والأهل وغيرهم من جانب المفكر فى الموت ماليا ليس كراهية للموت وإنما تقوى وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ".
هل للموت علامات ؟
يعتقد البعض أن للموت علامات تأتى قبله فتدل عليه والواقع يخبرنا أن الموت يحصد الكل أطفالا وشبابا وشيوخا ويحكى فى حكايات العلامات حكاية طريفة هى "اعتاد أحد الصالحين أن يزوره ملك الموت زيارات ودية وعندما توثقت العلاقة بينهما رجا الرجل الصالح زائره أن يخبره عن الزيارة المحددة التى سيجىء فيها قابضا لنفس صاحبه فوعده بأن يرسل إليه رسولا قبل مجيئه قابضا وبعد فترة بلغ فيها الرجل الصالح أرذل العمر جاءه ملك الموت قابضا فعتب عليه أنه لم يرسل إليه رسولا يخبره بذلك حسب الاتفاق المضروب بينهما فقال ملك الموت :لقد أرسلت إليك رسلا عدة لا رسولا واحدا ،قال صاحبه :ما جاءنى أحد ليخبرنى ،فقال ملك الموت :ابيض شعرك بعد سواد وهذا رسول وضعفت بنيتك بعد قوة وهذا رسول وتفرقت أسنانك بعد طول اجتماع وهذا رسول وعجزت قدماك عن حملك فاتخذت من نبات الأشجار مساعدا وهذا رسول وقصر نظرك بعد طول وهذا رسول ،ثم عقب ملك الموت قائلا :أما كفاك هذه الرسل جميعها وغيرها نذيرا للموت يا صاح ؟؟؟وهى حكاية كاذبة فى أصلها وإن كان فيها بعض من الصحة فى سن الشيخوخة .
موت الإنسان فى القرآن :
ورد ذكر الموت فى القرآن مقرونا ببعض المعلومات عنه وعن أشياء تتصل به وهى :
-قوله بسورة البقرة "قل إن كانت لكم الدار الأخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم "يبين الله لنبيه (ص)أن عليه أن يقول لليهود إن كانت لكم الجنة وحدكم من دون الخلق فاطلبوا الوفاة إن كنتم محقين ،ويبين له أنهم لن يطلبوا الوفاة أبدا بسبب ما عملت أنفسهم من الكفر خوفا من تعذيب الله لهم فى النار بعد الموت.
-قوله بسورة البقرة "ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله أباءك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون "هنا يبين الله لنا إن إبراهيم (ص)وصى أولاده وكذلك وصى يعقوب (ص)أولاده عند الموت بالموت على دين الإسلام وهو عبادة الله وحده ومن ثم فواجب على كل مسلم أن يوصى عند موته أولاده بالثبات على الإسلام .
-قوله تعالى بسورة آل عمران "ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون "يبين الله لنا أن المسلمين كانوا يطلبون الوفاة من قبل الحرب وقد رأوا أسباب الموت فى الحرب .
-قوله تعالى بسورة آل عمران "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا "يبين الله للمسلمين أن محمد(ص) قد ماتت قبله الأنبياء فهل إن توفى أو ذبح عدتم لكفركم ومن يعود لكفره فلن يؤذى الله أى أذى وهذا يعنى أن الإسلام دين ليس مرتبطة طاعته برجل أو بعدة رجال وإنما هو دين لمن أراد أن يطيعه ويطبقه .
-قال تعالى بسورة آل عمران "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا "يبين الله لنا أن أى مخلوق لا يموت إلا بأمر من الله وهو فى موعد محدد يتقدم المخلوق إليه كل يوم حتى يبلغه .
-قوله تعالى بسورة آل عمران "يا أيها الذين أمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا فى الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة فى قلوبهم والله يحى ويميت والله بما تعملون بصير ولئن قتلتم فى سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون "يبين الله للمؤمنين أن الكفرة يعتقدون أن الناس لو لم يخرجوا للحرب ما توفوا أو ما ذبحوا ويبين لهم أن الأموات أحياء عند الله يدخلون رحمة الله وهى الجنة التى هى خير مما يتمتعون به فى الدنيا .
-قوله تعالى بسورة النساء "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة "يبين الله للناس أن الموت يدخل للمخلوق فى أى مكان حتى فى الأماكن المحصنة التى يظن الناس أنها تحميهم منه .
-قوله تعالى بسورة النساء "ومن يهاجر فى سبيل الله يجد فى الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله "يبين الله للمسلمين أن المهاجر لدولة المسلمين ثم يموت أى يتوفى وهو قادم لها يأخذه أجره وهو ثوابه وهو دخول الجنة من الله .
-قوله تعالى بسورة الأنعام "ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون "يبين الله للمسلم أنه لو رأى الكفار فى انتقالات الوفاة لشاهد الملائكة مادوا أذاهم للكفار يقولون أبعدوا أنفسكم عن النار اليوم تذوقون عذاب النار بما عملتم فى الدنيا .
-قوله تعالى بسورة الأعراف "حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين "يبين الله للمؤمنين أن رسل الموت وهو الوفاة يتوفونهم أى يميتونهم يقولون للكفار أين آلهتكم التى عبدتموها قالوا بعدوا عنا وأقروا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين .
-قوله تعالى بسورة النحل "الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء "يبين الله للمؤمنين أن الكفار إذا توفتهم أى أماتتهم الملائكة قالوا سلام ما عملنا من كفر فهم ينفون أنهم كانوا كافرين .
-قوله تعالى بسورة النحل "الذين تتوفاهم طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون "يبين الله للمؤمنين أن الطيبين وهم المسلمون إذا توفتهم الملائكة قالت لهم الملائكة اسكنوا الجنة بسبب ما عملتم من الحق .
-قوله تعالى بسورة المؤمنون "حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون "يبين الله للمؤمنين أن الكفار إذا أتت أحدهم الوفاة قال رب أعدنى للدنيا لعلى أسلم فيها وهى كلمة للهرب من العذاب ليس إلا وهم فى نار البرزخ مقيمون حتى البعث يوم القيامة .
-قوله تعالى بسورة العنكبوت "كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون "يبين الله لنا أن أى مخلوق لابد أن يموت أى ينتقل من حياة لأخرى وبعد هذا يرجع لجزاء الله .
-قوله تعالى بسورة لقمان "وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت "وهذا يعنى أن لا أحد يعرف مكان موته ولا زمانه .
-قوله بسورة السجدة "قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم "وهذا يعنى أن الذى يتوفى هو ملك واحد فقد وظف فى هذه الوظيفة .
-قوله تعالى بسورة البقرة "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "يبين الله لنا أن القتلى فى سبيل الله ليسوا أمواتا أى فانين لا حياة لهم وإنما هم أحياء عند الله يتمتعون فى الجنة .
-قوله تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت "يبين الله لنا أن الله يميت الأنفس عند موتها عن طريق ملك الموت حيث يبقى النفس التى أنهى عليها ملك الموت فى الدنيا فينقلها للبرزخ .
-قوله تعالى بسورة محمد "ويقول الذين أمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين فى قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت فأولى لهم "وقال بسورة الأحزاب "رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذى يغشى عليه من الموت "يبين الله لنا أن المنافقين ينظرون نظر المغمى عليه بسبب الموت وهذا يعنى أن عيونهم تشخص فلا تتحرك لمدة .
-قوله تعالى بسورة ق"وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد " يبين الله لنا أن سكرة وهى نقلة الموت للبرزخ تأتى بالنار وهى التى كان الكافر يكذب بها .
-قوله تعالى بسورة المؤمنون "قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون "يبين الله لنا أن الكفار يقولون هل إذا توفينا وكنا فتاتا وعظاما هل نحن عائدون للحياة ؟وهذا تكذيب بالبعث .
-قوله تعالى بسورة التوبة "ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره "وهذا يعنى حرمة الصلاة على المنافقين والكفار ويعنى حرمة الوقوف عند مدفنه .
-قوله تعالى بسورة الأنفال "وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك فى الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون "يبين الله أن بعض المسلمين كانوا يناقشون النبى (ص)فى القتال كأنما هم يسحبون للوفاة فى الحرب وهو كلام غير صحيح .
-قوله تعالى بسورة الأنعام "قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين "وهذا يعنى أن الموت وهو النقلة من الدنيا للبرزخ من حيث مكانه وزمانه ومن يعمله هو بأمر الله .
-قوله تعالى بسورة النحل "أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون "يبين الله لنا أن الآلهة المزعومة متوفون ولا يعرفون متى يعودون للحياة .
-قوله تعالى بسورة إبراهيم "ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت "والمراد أن الكافر تجيئه أسباب الوفاة من كل جهة فى النار وليس بمتوفى بتلك الأسباب .
-قوله تعالى بسورة المائدة "يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية "وهذا يعنى وجوب الشهادة على وصية من تحضره الوفاة .
-قوله تعالى بسورة المائدة "وإذ تخرج الموتى بإذنى "وهذا يعنى أن الله أعطى عيسى(ص)القدرة على بعث الموتى بأمر الله .
-قوله تعالى بسورة البقرة "ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذى يحى ويميت قال أنا أحى وأميت "وهذا يعنى أن إبراهيم (ص)استدل على ألوهية الله بقدرته على الإحياء والإماتة فرد الملك وأنا مثله أحيى وأميت .
-قوله تعالى بسورة البقرة "أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه "وهذا يعنى قدرة الله على البعث وهو الإحياء بعد الإماتة .
-قوله تعالى بسورة البقرة "وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى " وهذا يعنى أنه إبراهيم (ص)طلب من الله أن يريه كيفية البعث ليسكن قلبه .
-قوله تعالى بسورة البقرة "ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت "وهذا يعنى أنهم خرجوا خوفا من الوفاة بسبب وجود سبب للموت فى الديار.
الخوف من الموت :
إن الخوف من الموت شىء طبيعى يعرض لمن يجهل حقيقة الموت وعلاجه هو العلم بالموت فى الإسلام .
هل كان ملك الموت ظاهرا للناس ؟
نسب للرسول (ص)أنه قال كان ملك الموت يأتى الناس عيانا فأتى موسى ففقأ عينى فجاء بعد ذلك إلى الناس خفية"أحمد والطبرانى والبخارى ومسلم وابن حبان والنسائى
وهو كلام كاذب للتالى :
- حكاية فقأ موسى (ص)لعين ملك الموت تدلنا على أن الإنسان يقدر على قتل الملاك إذا كان قدر على فقأ عينه .
- عودة الملاك لله دون أن يتم مهمته بقبض نفس موسى (ص)وهى التى لا تتأخر ولا تتقدم ساعة .
- مشاورة الله لموسى (ص)فى موعد موته وهذا إخلال بمبدأ إلهى هو أن الله لا يحتاج لمشاورة أحد فى أى أمر .
- أن الله قرر فى القرآن أن الملائكة لو كانوا يسيرون فى الأرض مطمئنين لبعثهم رسل للناس فكيف يمشى ملك الموت ظاهرا للناس إذا كان يخاف منهم ؟وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ".
- أن معنى سير ملك الموت بين الناس هو بث الرعب فى قلوب كل الناس ولو خاف الناس منه لم يكفر أحد أبدا فى تلك الأزمنة وهو ما لم يحدث .
- أن ملك الموت لو كان ظاهرا للناس فمعنى هذا هو أنه لا يقدر على أن يميت سوى من فى مكان وجوده فقط وأما فى المناطق الأخرى فلا يقدر لأن هذا يستلزم أن يكون ملك الموت صاحب طبيعة خاصة زوده الله بها لكى يتم مهمته على الوجه الأكمل وبناء عليه فهو فى مكان فوق كل البشر من حيث القدرة فكيف يفقأ موسى (ص)عينه؟
لماذا نحزن على الميت ؟
لحزن الإنسان على الميت القريب لقلبه أو القريب النسبى أو الصهرى لا يخرج عن قانون السبب ،وكل إنسان يحزن على ميت لابد أنه كان يستفيد منه فائدة معينة سواء كانت فائدة ملموسة محسوسة كالإعانات المالية أو فائدة نفسية كالتعلم والتسلية ورفع الظلم ويعبر الكل عن هذا بكلمة واحدة وهى الفراق وكل واحد يقصد الفراق بينه وبين الفائدة التى كان يأخذها من الميت فهذا حزن للمال وهذا حزن من أجل انقطاع التعلم من الميت إذا فحزننا على الميت سببه انقطاع فوائده عنا .
تمنى الموت :
بعضنا عندما تضيق به سبل الحياة ولا يجد الوسيلة أو الوسائل التى يصل بها لهدفه يتمنى لو أن الله أرسل له ملك الموت فأراحه من هموم الحياة وبعضنا يزيد على هذا أن يدعو الله كى يميته فى أقرب وقت وتمنى الموت إنما هو اعتراض على قضاء الله أى يأس من رحمة الله فى الدنيا ولذا ينبغى على المتمنى أن يتوب من هذا الذنب التوبة التامة الكاملة ومما ينبغى قوله أن الدعاء على النفس بالموت دعاء لا يفيد لأن الموت له وقت محدد لا يؤخره طيب حياة الإنسان أو ضررها وسوءها وما دام الموت له هذا الوقت الذى لن يقدمه الدعاء ولن يؤخره فالأفضل ترك الدعاء .
تقسيم الموت :
ينقسم الموت عند البشر لنوعين :
1- موت الفجاءة وهو الموت المباغت الذى يأتى الإنسان وهو فى تمام الصحة والعافية
2- موت التوقع وهو الموت المتوقع بسبب وجود سبب من أسباب الموت مثل المرض ومثل الحرب .
كما ينقسم الموت لنوعين هما :
1-الموت الذى نسميه طبيعى وهو موت ليس للناس فيه دخل وكذلك الحيوانات .
2-الموت الذى يسمى القتل وهو موت يكون للناس أو للحيوانات فيه دخل .
موت الفجاءة :
موت الفجاءة هو الموت الذى تخرج فيه النفس من الجسد وهو فى كامل الصحة والعافية وهذا الموت يكون راحة للمسلم حيث يدخل الجنة وذل وهوان للكافر حيث يدخل النار ومما ينبغى قوله أن الموت كله فجائى أى يحدث فى وقت مجهول والموت المتوقع هو فجائى لعدم العلم بموعده ومتوقع لوجود أسباب تؤدى للموت فى الغالب .
هل الموت راحة ؟
إن الموت سبب لشىء من اثنين :
1-الراحة وهى نصيب المسلم وقد سماه الله الروح وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة "فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم ".
2-العذاب وهو نصيب الكافر .
العمل لما بعد الموت .
الهدف من حياة المسلم هو العمل من أجل دخول الجنة بعد الموت وقد سمى الله هذا العمل التزود بالتقوى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى "
الموت هو الوفاة:
أن قول القوم أن الوفاة ليست هى الموت اعتمادا على تحريفهم للمعنى فى قوله تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها "خطأ فالله لم يقل أنه توفى النفوس النائمة بدليل أنه قال فى نفس الآية "فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "فالإرسال هنا ليس فيه أى ذكر للموت وإنما الموت مذكور فى النفوس المتوفاة ويقولون بناء على ذلك أن عيسى (ص)توفاه الله ولم يمته لقوله تعالى بسورة آل عمران "إنى متوفيك "ويقصدون بذلك أنه نائم ولكن الحق هو أن الوفاة هى الموت لأن عيسى (ص)ذكر أنه سيموت فقال بسورة مريم "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت "وقال فى موته أيضا بسورة النساء "وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته "لاحظ قوله "قبل موته "لتعلم أنه مات
هل الموت هو موت الدماغ ؟
فى بعض الأحيان يظل فى جسم الإنسان جزء يعمل رغم موت الإنسان ظاهريا أمام الناس هذا الجزء قد يكون القلب أو الدماغ أو التنفس وبالطبع هذا الجزء لا يعمل إلا فى النادر طبيعيا وأما فى الغالب فيعمل عن طريق الأجهزة والسؤال هل نعتبر الشخص الذى يعمل جسمه عن طريق الأجهزة حيا أم ميتا ؟والجواب هو إجراء الفحوص والأشعة اللازمة للشخص فإذا لم تثبت شىء يستدل منه على الموت فالإنسان حى وأما إذا كان هناك دلالات على الحياة كعمل الدماغ أو القلب أو شىء ما فالواجب هو أن تعمل الأجهزة لمدة ثلاثة أيام فإن لم يفق الشخص من غيبوبته فالواجب هو نزع الأجهزة لمدة خمس دقائق فإذا ظل الجزء يعمل فالواجب هو تركيب الأجهزة وإذا لم يعمل فالواجب هو إعلان الشخص ميتا
.والحمد الله رب العالمين .