حقق فريق توتنهام خامس الدوري الإنكليزي فوزاً تاريخياً على ضيفه إنتر ميلان حامل اللقب بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد اليوم الثلاثاء في إطار الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الأولى ضمن دور المجموعات من النسخة الحالية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وثأر توتنهام بالتالي من خسارته قبل نحو أسبوعين أمام إنتر ميلان ذاته (4-3)، وافتتح التسجيل لأصحاب الأرض فان دير فارت في الدقيقة 18 وأضاف كراوتش الهدف الثاني في الدقيقة 61 وتمكن إيتو من تضييق الفارق بإحرازه الهدف الوحيد لإنتر ميلان في الدقيقة 80، إلا أن بافليوتشينكو عاد ووسع الفارق مرة أخرى بإحرازه الهدف الثالث قبل نهاية اللقاء بدقيقة واحدة في المباراة التي جرت على ملعب هارت لاين في شمال لندن.
الشوط الأول
انطلقت المباراة وسط حضور جماهيري غفير من جانب أنصار توتنهام الذين أتوا لمؤازرة فريقهم الذي نال إعجاب الجميع في اللقاء الماضي بين الفريقين في إيطاليا بعد أن استطاع العودة وتسجيل ثلاثة أهداف متتالية عن طريق نجمه الصاعد الويلزي غاريث بال.
ودخل الفريق الإنكليزي اللقاء مهاجماً بحثاً عن هدف سريع يسهل من مهمته في اللقاء ويربك حسابات الضيوف، إلا أن لاعبي إنتر بدوا واثقين من أنفسهم وتعاملوا مع اندفاع توتنهام بحذر شديد، وعكس اتجاه اللعب باغت الكاميروني صامويل إيتو الجميع وأطلق تصويبة قوية ذهبت بجوار القائم الأيمن لحارس توتنهام كوديتشيني في الدقيقة السادسة، ورد الكرواتي مودريتش لاعب الوسط المهاجم في صفوف توتنهام بعدها بدقيقتين وتوغل في وسط ملعب إنتر ميلان ثم أطلق تسديدة أرضية زاحفة أمسكها حارس إنتر ميلان كاستيلاتزي.
وتواصلت الإثارة بين الجانبين وإن وضح تصميم لاعبو توتنهام على الضرب بقوة من البداية، وبالفعل في الدقيقة 18 وصلت الكرة إلى مودريتش الذي مررها بينية رائعة إلى الهولندي الدولي فان دير فارت المتمركز على حدود منطقة الجزاء الإيطالية، فانسل الأخير من المدافعين بمهارة وثقة وسدد الكرة أرضية زاحفة استقرت في الشباك معلناً هدف السبق للفريق الإنكليزي.
وتركزت هجمات توتنهام من الجانب الأيسر عن طريق نجمه الصاعد غاريث بال الذي بدا وكأنه قطار سريع يحطم كل من يقف أمامه، فتواصلت معاناة لاعبي إنتر ميلان وخاصة البرازيلي مايكون الظهير الأيمن مع هذا اللاعب، الذي انطلق في الدقيقة 25 وتخطى البرازيلي الدولي بسهولة بالغة ثم رفع كرة متقنة وصلت إلى كراوتش فسددها الأخير بيمناه مباشرة ذهبت إلى خارج الملعب فضاعت فرصة أخرى خطيرة على توتنهام .
ورد إنتر سريعاً عن طريق المدافع لوسيو الذي تقدم وسدد كرة قوية ذهبت إلى خارج الملعب على يسار الحارس كوديتشيني، ووضح أن إنتر ورغم تخلفه بهدف فإنه احتفظ بخطورته وتهديده الدائم لمرمى أصحاب الأرض خاصة عن طريق الثلاثي الفرنسي الشاب جوناثان بيابياني وإيتو والهولندي سنايدر المتوّج بلقب أفضل لاعب في نسخة العام الماضي من البطولة.
وحصل توتنهام على ركلة حرة مباشرة إثر عرقلة المدافع والتر صامويل للينون انبرى لها فان دير فارت وسددها قوية إلا أن الكرة ارتطمت بالحائط البشري وذهبت إلى ركلة ركنية في الدقيقة 35، وبعدها بدقيقة واحدة رد سنايدر بقذيفة أرضية رائعة أمسكها كوديتشيني بصعوبة بالغة، وبدا للجميع أنهم يتابعون مباراة من العيار الثقيل تجري على صفيح ساخن بين فريقين يعتمدان على القوة والسرعة والمهارة الفائقة في أدائهما.
وقبل نهاية الشوط الأول بأربع دقائق تحصل إنتر ميلان على ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء الإنكليزية انبرى لها سنايدر وسددها كعادته رائعة ارتدى لها حارس توتنهام كوديتشيني قفاز الإجادة وأخرجها إلى ركلة ركنية.
واستمرت الإثارة والهجمات المتبادلة بين الفريقين ولكن دون خطورة حقيقية على المرميين حتى أطلق حكم اللقاء المجري فيكتور كاساي صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بتقدم توتنهام بهدف دون رد.
الشوط الثاني
وانطلق الشوط الثاني تماماً كسابقه سريعاً من الطرفين، وأجرى هاري ريدناب تغييراً اضطرارياً بإخراج فان دير فارت مسجل هدف التقدم لفريقه ودفع بجيناس وعلى الجانب الآخر قام الإسباني بينيتز مدرب إنتر ميلان بتغيير في وسط الملعب حيث أخرج الغاني الدولي سولي مونتاري بعد إصابته ودفع بالنيجيري نوانكو أوبيورا البديل، ووسط انشغال الجميع بالتغيير الاضطراري للضيوف كاد بال أن يحرز رابع أهدافه في مرمى حامل اللقب عندما استغل كرة عائدة بالخطأ من الحارس كاستيلاتزي وردها بخلفية رائعة ذهبت بجوار القائم بسنتيمترات قليلة في الدقيقة 54، وعاود الحارس الإيطالي الظهور وأنقذ مرماه من ضربة رأس متقنة أطلقها كرواتش أطول لاعب في الملعب على الإطلاق.
واستمرت غزوات بال الخارقة وفي الدقيقة 61 انطلق الويلزي اليافع كعادته من الجانب الأيسر متخطياً كل من قابله وقبل أن يصل إلى خط النهاية أرسل عرضية أرضية متقنة بيسراه للمتربص كراوتش فانقض عليها الأخير وأودعها الشباك معلناً عن إحراز الهدف الثاني لأصحاب الأرض.
وكرر كراوتش تألقه وأحرز هدفاً ثالثاً ألغاه حكم اللقاء بداعي خروج الكرة إلى خارج الملعب قبل أن يمررها بال إلى مهاجم المنتخب الإنكليزي.
واتضح للجميع أن توتنهام خامس الدوري الإنكليزي يمتلك كل مقومات البطل وأنه قادر بصدق على الذهاب بعيداً في البطولة الحالية خاصة أنه يقف خلفه المدرب المخضرم هاري ريدناب أبرز المرشحين لتولي منصب المدير الفني لمنتخب إنكلترا بعد رحيل المدرب الحالي الإيطالي كابيللو عقب نهاية كأس الأمم الأوروبية القادمة.
وبعد أن تلقى صدمة التأخر بثنائية قام بينيتيز بإجراء تغيريين هجوميين بالدفع بالبرازيلي الشاب كوتينيو بدلاً من الفرنسي بيابياني والمهاجم الأرجنتيني الدولي دييغو ميليتو بدلاً من الجورجي غير الموفق غوران بانديف.
ورد ريدناب بتغيير هجومي صريح أيضاً بإخراج كراوتش أحد أبرز نجوم اللقاء ودفع بالروسي الدولي رومان بافليوتشينكو.
وتواصلت محاولات إنتر لتحسين أوضاعه في اللقاء وبدا أن التغييرات الهجومية التي أجراها بينيتيز أعادت الخطورة إلى فريقه وأدت إلى تحرر إيتو في الملعب بعد أن كان رأس حربة صريح طوال اللقاء ففي الدقيقة 80 استلم سنايدر الكرة ثم مررها إلى إيتو الذي خرج من منطقة الجزاء واستلم الكرة ثم مر من المدافع وسددها صاروخية زاحفة استقرت في شباك الحارس كوديتشيني معلنة أول أهداف الضيوف.
ومع دخول المباراة في منعطف الدقائق الأخيرة هدأ اللعب من الجانبين إذ عمد أصحاب الأرض إلى الانضباط الدفاعي والانكماش حفاظاً على فوزهم التاريخي على الفريق الإيطالي العريق.
واعتمد الفريق اللندني على الهجمات المرتدة السريعة وخاصة عن طريق الـ"عداء" غاريث بال، وبالفعل انطلق بال بسرعة رهيبة في الدقيقة 89 وتخطا مدافعي إنتر كعادته بسهولة غريبة ثم مرر كرة عرضية متقنة إلى بافليوتشينكو فأودعها الروسي بسهولة في المرمى معلناً ثالث أهداف أصحاب الأرض لتنفجر الجماهير الغفيرة فرحة بفوز فريقها التاريخي على حامل اللقب والذي ارتقى بتوتنهام إلى قمة المجموعة برصيد سبع نقاط متقدماً بفارق الأهداف على إنتر الذي لقي أول هزيمة له في البطولة.
وضمن المجموعة ذاتها أسقط فريق إف سي توينتي الهولندي مضيفه فيردر بريمن الألماني بهدفين دون رد جاءا في الدقائق الأخيرة إذ تقدم ناصر الشاذلي للضيوف في الدقيقة 81 ثم أحرز لو كدي يونغ الهدف الثاني في الدقيقة 84.
وعزز توينتي موقعه في المركز الثالث برصيد خمس نقاط بينما تذيل بريمن ترتيب فرق المجموعة بنقطتين فقط.
المجموعة الثانية
وضمن المجموعة الثانية ذاق ليون الفرنسي مرارة الهزيمة الأولى بعد خسارته خارج ملعبه أمام بنفيكا البرتغالي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، وافتتح التسجيل للفريق البرتغالي آلان كراديك دي سوزا في الدقيقة 20 وأضاف فابيو كوينتراو الهدف الثاني لأصحاب الأرض في الدقيقة 32، وقبل نهاية الشوط الأول بثلاث دقائق عزز خافي غارسيا فيرنانديز من تقدم فريقه البرتغالي بإحرازه الهدف الثالث.
وعاد فابيو كوينتراو وأحرز الهدف الثاني له والرابع لفريقه في الدقيقة 67 قبل أن ينتفض الضيوف بإحرازهم ثلاثة أهداف متتالية في الربع الساعة الأخيرة سجلها على الترتيب يوهان غوركوف في الدقيقة 75 وغوميس في الدقيقة 85 وديان لوفرين في الدقيقة 90.
وفي إطار المجموعة ذاتها تعادل شالكه الألماني بدون أهداف مع مضيفه هبويل تل أبيب.
وحافظ ليون على صدارة فرق المجموعة رغم خسارته وتجمد رصيده عند تسع نقاط ، بينما حل شالكه في المركز الثاني برصيد سبع نقاط، فيما احتل بنفيكا المركز الثالث برصيد ست نقاط.
المجموعة الثالثة
وضمن المجموعة الثالثة حقق مانشستر يونايتد فوزاً عريضاً على مضيفه التركي بورصاسبور بثلاثة أهداف دون رد في المباراة التي أقيمت على ملعب بورسا أتاتورك.
وافتتح دارين فليتشر التسجيل في الدقيقة 48 وأضاف غابرييل أوبيرتان الهدف الثاني في الدقيقة 73 وبعد ذلك بأربع دقائق نجح تياغو مانويل بيبي في إحراز ثالث أهداف الشياطين الحمر في اللقاء.
وضمن المجموعة ذاتها اكتسح فالنسيا الإسباني شباك ضيفه غلاسكو رينجرز الاسكتلندي بثلاثة أهداف نظيفة أيضاً في المباراة التي جرت على ملعب المستايا أمام 25.000 متفرج.
وافتتح روبيرتو سولدادو التسجيل لأصحاب الأرض في الدقيقة 33 وأضاف اللاعب ذاته الهدف الثاني في الدقيقة 71، وفي الدقيقة الأخيرة من اللقاء سجل ريكاردو كوستا الهدف الثالث لفالنسيا.
وسيطر مانشستر على صدارة المجموعة برصيد عشر نقاط بينما جاء فالنسيا في المركز الثاني برصيد سبع نقاط فيما تراجع رينجرز إلى المركز الثالث برصيد خمس نقاط، واستمر بورصاسبور في المركز الأخير بدون رصيد من النقاط علماً بأنه الفريق الوحيد المشارك في دور المجموعات الذي لم يسجل أي هدف حتى الآن.
المجموعة الرابعة
وفي إطار المجموعة الرابعة سقط برشلونة الإسباني في فخ التعادل أمام مضيفه كوبنهاغن الدنماركي بهدف لكل منهما وافتتح الفريق الكاتالوني التسجيل عبر النجم العالمي ليونيل ميسي في الدقيقة 31 وبعد ذلك بدقيقة واحدة فقط أدرك أصحاب الأرض التعادل عن طريق كلاوديمير دي سوزا، وفي إطار المجموعة ذاتها انتهت مواجهة روبين كازان الروسي مع ضيفه باناثينايكوس اليوناني سلبية في مباراة جرت في درجة حرارة منخفضة جداً، بلغت ثلاث درجات مئوية.
واستمر برشلونة على قمة المجموعة برصيد ثمان نقاط بينما واصل كوبنهاغن مسيرته الموفقة واحتفظ بالمركز الثاني برصيد سبع نقاط فيما حل روبين ثالثاً متقدماً بفارق نقطة واحدة على باناثينايكوس الأخير.