مهمة صعبة للوافدين الجدد
مهمة صعبة للوافدين الجدد 201182793748558797_2

ساعات قليلة وتنطلق منافسات النسخة الحادية والثمانين من بطولة دوري الدرجة الأولى الإسباني، بعد أيام عصيبة قضاها محبو كرة القدم الإسبانية في انتظار انتهاء الخلاف بين رابطة اللاعبين ورابطة دوري المحترفين.
فاعتصام مئات اللاعبين في دوري الدرجتين الأولى والثانية، بسبب تأخر أنديتهم، الغارقة في الديون، عن دفع رواتبهم المتأخرة منذ أشهر، أدى إلى تأجيل المرحلة الأولى من البطولة التي كان من المقرر انطلاقها السبت الماضي.
وبعد اجتماعات عديدة بين الطرفين قرر اللاعبون انهاء اعتصامهم والمشاركة في مباريات الجولة الثانية بعد أن وعدت رابطة دوري المحترفين بالقيام بإصلاحات تضمن دفع تلك الرواتب المتأخرة خلال الفترة المقبلة.
الأضواء في الموسم الجديد ستسلط بالطبع على المنافسة الساخنة بين العملاقين برشلونة وريال مدريد، فاحتمالات فوز أي من الأندية الثمانية عشرة الأخرى بلقب الليغا تبدو ضئيلة للغاية ان لم تكن مستحيلة.
برشلونة حامل لقب الليغا في المواسم الثلاثة الأخيرة وبطل أوروبا الحالي يبدو في أفضل حالاته مع مجموعة من أفضل لاعبي العالم يتقدمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي. تألق الفريق الكاتالوني في الفترة الأخيرة خاصة في نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي امام مانشستر يونايتد الإنكليزي، جعل الكثيرون يعتبرونه الفريق الأفضل في تاريخ كرة القدم.
وغريمه ريال مدريد يمتلك أحد أقوى خطوط الهجوم في العالم مع وجود البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سجل وحده 54 هدفاً في جميع مسابقات الموسم الماضي، كما يقود الفريق أحد افضل المدربين في العالم وهو جوزيه مورينيو، الذي يبحث عن تحقيق إنجاز طال انتظاره من قبل جماهير النادي الملكي، سيضاف إلى الإنجازات العديدة التي حققها المدرب البرتغالي محلياً وقارياً مع أندية إنتر ميلان الإيطالي وتشلسي الإنكليزي وبورتو البرتغالي.
ولكن ماذا عن الأندية الأخرى المشاركة في الليغا، تلك الأندية التي قلما تسلط عليها الأضواء، والتي يكون اقصى طموح لها هو البقاء؟
سنسعى خلال السطور التالية إلقاء الضوء على ثلاثة من تلك الأندية، ريال بيتيس ورايو فاييكانو وغرناطة، وهي الأندية التي صعدت هذا الموسم إلى دوري الدرجة الأولى لتأخذ أماكن الأندية الثلاثة الهابطة.
وظروف هذه الأندية الثلاثة تتشابه إلى حد كبير، فجميعهم يعانون من الديون التي أثرت بشكل كبير في قدرتهم على تدعيم صفوفهم للموسم الجديد، لذلك سيكون الموسم الجديد اختباراً صعباً للغاية، ونجاحهم في البقاء بحد ذاته سيكون انجازاً كبيراً لأي منهم.
ريال بيتيس، توج الموسم الماضي بلقب دوري الدرجة الثانية ليضمن العودة بين الكبار بعد غياب موسمين فقط، ويعود معه دربي المدينة الساخن أمام جاره اللدود إشبيلية إلى روزنامة الليغا.
بيتيس حقق هذا الإنجاز رغم مشاكل إدارية ومالية عديدة بدأت خلال صيف 2010 عندما تم اتهام مالك النسبة الأعلى من أسهم النادي لوبيز دي لوبيرا بالاحتيال، واوقف القضاء المحلي محاولة بيع أسهمه إلى لويس أوليفير ألبيسا، وهو رجل أعمال مثير للجدل اشتهر من قبل في عالم كرة القدم من خلال فشله في إدارة ناديي خيريز وقرطجنة ووضعهم على حافة الافلاس.
ومع حصول ألبيسا على حصة كبيرة من الأسهم من ملاك آخرين، عين القضاء النجم السابق للفريق رافاييل غورديا للاشراف على اسهم دي لوبيرا خلال الموسم الماضي.

مهمة صعبة للوافدين الجدد 201182793456203371_3
أوستاريتز إضافة قوية لدفاع الفيردي بلانكوس

ولكن غورديا استقال من منصبه في تموز/يوليو الماضي بعد تحقيق انجاز الصعود وفضل العمل في منصب إداري آخر، في الوقت الذي عقدت فيه انتخابات اسفرت عن اختيار مايكل غيلين فاليخو رئيساً جديداً.
وتقدر ديون النادي حالياً بما يقارب 80 مليون يورو، ولكن قيمته الفعلية في حالة بيعه تم تقديرها خلال مطلع هذا العام من خلال خبراء قانونيين بما يقارب 175 مليون يورو.
البقاء في البريميرا سيكون حاسماً لمستقبل النادي الأندلسي، خاصة في ظل تطبيق الأنظمة المالية الجديدة التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لوضع قيود على إنفاق الأندية.
ويقود الفيردي بلانكوس منذ مطلع الموسم الماضي المدرب بيبي ميل، الذي كان أحد نجوم الفريق في ثمانينات القرن الماضي، وقد نجح حتى الآن في الحفاظ على الثنائي الهجومي المميز خورخي مولينا (18 هدفاً الموسم الماضي) وروبن كاسترو (27 هدفاً)، أما أبرز الراحلين فكان لاعب الوسط الكاميروني آتشيل إيمانا الذي انتقل لهلال السعودي مقابل 4.5 مليون يورو.
كما تم تدعيم خط الوسط الفريق عبر ضم خافيير ماتيا من فياريال مقابل 1.2 مليون يورو والحصول على خدمات الجناح الإكوادوري جيفرسون مونتيرو من فياريال أيضاً على سبيل الإعارة.
في الوقت الذي تعاقد فيه بدون مقابل انتقال مع المدافع الأيمن المتميز خافي تشيكا من إسبانيول وقلب الدفاع أنطوينو أمايا من ويغان الإنكليزي.، ودعم الجهة اليسرى عبر ضم اللاعب المتميز أوستاريتز من أتلتيك بلباو.
رايو فاييكانو، يعود إلى الدرجة الأولى بعد غياب ثمانية مواسم لينضم إلى جيرانه في مقاطعة مدريد ريال مدريد وأتليتيكو وخيتافي، وهو ما سيضمن لجماهير هذه الفرق 12 مباراة دربي على الأقل هذا الموسم.
على أرضية الملعب كان الموسم الماضي أكثر من رائع للـ "رايو" فتحت قيادة المدرب خوسيه رامون ساندوفال أنهى الفريق الموسم في المركز الثاني خلف البطل "بيتيس" ليصعد مباشرة للدرجة الأولى، ولكن خارج أرضية الملعب كانت الأمور مختلفة المشاكل المالية والديون وضعت الفريق على حافة الافلاس ولم يحصل عدد كبير من اللاعبين على رواتبهم لشهور عديدة.
ومع حلول الصيف باعت أسرة رويز ماتيوس، التي تملك رايو فاييكانو منذ عشرين عاماً، النادي إلى رجل الأعمال راؤول مارتين بريسا. وحاول الأخير الخروج بالنادي من أزمته قبل أن يضطر لإشهار افلاسه في حزيران/يونيو مع وصول الديون إلى حوالي 40 مليون يورو، ليدخل النادي تحت إشراف قضائي.
العلاقات بين الجماهير والمالك الجديد لا تبدو جيدة وكان هناك العديد من الوقفات الاحتجاجية للمشجعين ضده خلال الأسابيع الماضية، وهو ما ينبأ بموسم صعب للغاية.
القوة الهجومية للفريق ستتأثر برحيل أبرز هدافيه في الموسم الماضي الثنائي الأرجنتيني، أوسكار تريخو الذي عاد إلى مايوركا لانتهاء فترة إعارته، وإيميليانو أرمنتيروس هداف الفريق الموسم الماضي برصيد 20 هدفاً والذي كان معاراً أيضاً وعاد إلى إشبيلية.
مهمة صعبة للوافدين الجدد 201182793416610580_3
الهداف المخضرم تامودو في مغامرة جديدة

وسيأمل المدرب ساندوفال أن يستعيد الوافد الجديد من ريال سوسيداد ، راؤول تامودو، حاسته التهديفية التي اشتهر بها في الليغا مع فريقه السابق إسبانيول على مدار 14 موسماً (129 هدفاً بين عامي 1996 و2010).
كما سيكون عليه الاعتماد على الثنائي المخضرم دافيد أغانزو والمونتنغري أندريا ديليباسيتش، بالإضافة إلى النجم الواعد دانييل باتشيكو، لاعب منتخب الشباب الإسباني، والقادم من أتليتيكو مدريد على سبيل الإعارة.
وفي الوقت الذي خسر فيه الفريق جهود مدافعه الأيمن كوكي الذي فضل الانتقال إلى إشبيلية، نجح الـ رايو في تدعيم خط الدفاع من خلال ضم المخضرم ميكيل لاباكا (31 عاماً) من ريال سوسيداد.
غرناطة، الموسم الماضي كان بمثابة الحلم للفريق الأندلسي، فقبل ثلاثة أعوام كان النادي على حافة الانهيار بسبب الديون، قبل ان ينجح رئيس النادي الحلي كيكي بينا من إقناع صديقه جيامباولو بوتزو رئيس نادي أودينيزي بعقد شراكة بين الناديين، ساهمت في تسديد ديون الفريق الإسباني ومنحت إودينيزي فرصة لضمان مشاركة لاعبيه مع غرناطة واكتساب الخبرة.
دعم النادي الإيطالي بالإضافة إلى تعيين المدرب فابري غونزاليز في منتصف موسم 2009/2010 كان لها مفعول السحر على لفريق الذي صعد في ذلك الموسم إلى الدرجة الثانية لمرة الأولى منذ 20 عاماً.
ثم جاء الموسم الماضي ليشهد عودة الفريق إلى الليغا للمرة الأولى منذ 35 عاماً، بحلوله رابعاً ثم تجاوزه سيلتا فيغو وإلتشي في البلاي أوف بعد أربعة مواجهات عصيبة.
أهم نقاط قوة الروخيبلانكوس سيكون بدون شك أداءه على ملعبه لوس كارمينيس الذي لم يخسر فيه سوى مرتين فقط خلال الموسم الماضي (أقل الفرق خسارة على أرضه إلى جانب بيتيس).
مهمة صعبة للوافدين الجدد 201182793331784360_3
النيجيري إيغالو سجل هدف التأهل التاريخي في مرمى إلتشي

كما سيشهد الموسم الحالي حدثاً تاريخياً بعودة "دربي الشرق الأندلسي" الشهير بين غرناطة وملقا ضمن روزنامة الدرجة الأعلى في الكرة الإسبانية للمرة الأولى منذ عام 1975.
غرناطة نجح في العود لمصاف الكبار بفريق ضم ثمانية لاعبين أساسيين معارين من أودينيزي، ونجح الفريق في الاحتفاظ ببعض منهم لموسم إضافي أبرزهم المهاجم النيجيري أوديون إيغالو والمدافع الأيمكن الفرنسي آلان روميو نيوم والجناح الأيسر داني بنيتيز والهداف المخضرم أليكس غيخو.
كما ضم الفريق أربعة لاعبين دفعة واحدة من بنفيكا البرتغالي اثنين منهم على سبيل الإعارة هم حارس المرمى البرازيلي خوليو سيزار ولاعب الوسط كارلوس مارتينز، واثنين بجون مقابل انتقال لانتهاء ارتباطهما بالنادي البرتغالي وهم الجزائري المتميز حسن يبدا والبرتغالي خوان ريبيرو.
كما أسفر تسوقه في صفوف الأندية الأوروبية الهابطة للدرجة الثانية عن حصوله على خدمات مدافعي إركوليز، دافيد كورتيس الفرنسي نويل بامارو، بدون مقابل انتقال، بالإضافة إلى ضمه الجناح الفرنسي يوهان مولو من موناكو مقابل مليون يورو.